"معطف
يكشف سرقة" مجموعة قصصية للأطفال للقاصة ميمونة الشيشاني، نEشرت ضمن سلسلة كتب الأطفال رقم (80) التي تصدرها وزارة
الثقافة الأردنية، سنة 2017 ، برسوم المبدع عامر العكش، في 44 صفحة من القطع
الكبير، وهي المجموعة الثانية للشيشاني بعد مجموعة «قصص للقمر» التي صدرت عام
2013.
تتكون مجموعة "معطف يكشف سرقة" من خمس قصص هي على التوالي:
"القميص الهارب" التي تؤكد أن لكل شيء وقته، ولكل حادثة حديث،
ولكل حدوده ووظيفته التي يجب أن لا يتجاوزها، وإلا عمت الفوضى، واختلط الحابل
بالنابل.
أما قصة "ميمو ورحلته العجيبة": فهي توضح أن كل ميسر لما خلق له،
ولكل عضو وظيفته وأهميته، وأي تغيير في خلق الله سيؤدي إلى خلل في وظائف الجسم، والذي
خلقنا أدرى بما يناسبنا، ولذا يجب أن يرضى كل منا بشكله، وعليه أن يُعنى بتصرفاته
وسلوكياته وأعماله لتكون الأحسن والأفضل، فهو مسؤول محاسب عن الأعمال وليس
الأشكال.
بينما تأتي قصة "معطف يكشف سرقة" لتؤكد حقيقة أن من يعمل الشر لا
بد أن يEبتلى بالشر عاجلًا أم آجلًا،
فلن ينجو أحد من شر عمله، ومن باب أولى فمن يعمل الخير يجد خيرًا لا محالة.
تبين قصة "ثعلوبة والدجاجات" أنه لا يمكن التغلب على القوة إلا
بالقوة، والحيلة إلا بالحيلة، والعاقل من يعرف مفاتيح النصر، والحكيم من يستطيع أن
يحول عدوه إلى صديق، ويكسبه إلى صفه.
وتختتم المجموعة بقصة "البيت الغاضب" فالبيت مملكة الأسرة، وإن
لم يتعاون الجميع، ويقوم كل بدوره، ويحرص على ممتلكاته، دبت الفوضى، وانعدمت
الطمأنينة، وعاش الجميع في شقاء وعنت.
تواصل الشيشاني في هذه المجموعة مسيرتها الإبداعية الناجحة بثبات وخطوات
واثقة، لتؤكد أنها ليست طارئة على المشهد الإبداعي وخاصة في مجال أدب الأطفال،
الذي ما زال يفتقر إلى أقلام وازنة تسد فراغًا كبيرًا ما زال يعاني منه، إذ أن
معظم ما يُنشر تحت مسمى أدب الأطفال هو تكرار واجترار لما سبق، إلا من إبداعات
محدودة هنا وهناك تبدد عتمة الطريق.
تكتب الشيشاني بلغة جميلة واضحة، وعبارة رشيقة ملونة، وجمل موحية نابضة.
توظف الخيال بشكل جميل رائق منضبط، تحترم عقول الأطفال، وتتوسم فيهم الذكاء
والفطنة والقدرة على تتبع حكاياتها وفهم مرادها، والوعي بالأسئلة التي تثيرها في
عقولهم، وماذا يترتب عليهم، ودورهم في هذه الحياة.
تتميز قصص الشيشاني أنها مستوحاة من الواقع، ومن همومه وإشكالاته، وعلى
الأخص من معاناة الأم، وتشظيها بين واجباتها ومسؤولياتها المتشعبة، فتوظف كل ذلك
لإنتاج قصص فائقة الجمال والروعة، وتقدم للأطفال وجبات تربوية وأخلاقية وتعليمية
راقية بثوب إبداعي قشيب متقن، وتقدم لهم في الآن نفسه متعة كبيرة، وإثارة لطيفة، وجرعة
عالية من التشويق.
نهايات قصص الشيشاني كلها إيجابية وسعيدة، وهذا ضروري لفئة الأطفال، لزرع
الأمل والتفاؤل في نفوسهم، وأن علينا أن نسعى للخير ومحاربة الشر دائمًا، وأن
البقاء للأجمل والأصلح والأفضل.
تحتمل قصص الشيشاني قراءات متعددة، واستخلاصات متعددة بالضرورة، وهي وإن
كانت موجهة للأطفال بالدرجة الأولى، وكُتبت من أجلهم، فإنها تصلح كقصص رمزية
للكبار أيضًا، ففيها فكر عميق، ورسائل مضمرة، وأسئلة كامنة.
ومما يجدر ذكره أن القاصة ميمونة
الشيشاني عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، وهي أم القاصة سدينا عمر الشيشاني التي
تعتبر أصغر قاصة في الأردن (مواليد 2002) وأصدرت مجموعتين قصصيتين للأطفال هما: ""تِك
تُوك"، 2016، و"غيمة تُمطرُ سَمَكًا"، 2017.
تشرت في الرأي الثقافي بتاريخ 21-10-2017
https://goo.gl/QS2kBz
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق