السبت، 16 أكتوبر 2010

مـطـر

قصة قصيرة

موسى إبراهيم أبو رياش


خطواته المتعبة تقوده للوراء، يكاد لا يستبين طريقه، تنوء أكتافه بكل أثقال الدنيا، محبط حتى النخاع، فقد كل أمل في تحسين أوضاعه، يعيش على مبلغ بائس مقابل عمل بغيض. حمد الله أنه وحيد ليس مسؤولاً عن إعالة أحد، لا زوجة ولا ولد.

التقطت أذناه صوت نهنهة طفلة تبكي بصوت خفيض، انتبهت حواسه، التفت حوله، فوقعت عيناه على طفلة صغيرة تفترش عتبة أحد المنازل، مشى نحوها بتساءل، أصابه الذهول من فرط براءتها، وجمالها الطفولي الآسر التي زادته دموعها روعة وفتنة، دموع كاللؤلؤ تزين خديها، وتضفي عليهما بريقاً آخاذاً، وتجعل من الطفلة ملاكاً اتخذ الأرض له مسكناً.

شعر بخفة، انشرح صدره، تبخرت كل أحزانه، فاض قلبه بالأمل، امتلأت جوانجه بالحنان، قرفص قبالتها يتأملها بشغف، سألها بحنان عن سبب بكائها. صمتت ولم تجب، أعاد السؤال، أجابت ببراءة وكلمات متقطعة: أأأررريييد شووكوولااتة كالأأأوولااااد ... ما معععي مصاااررري. سألها عن أمها وأبيها. أخبرته أنها يتيمة، وأن أمها ذهبت تبحث عن عمل. انهضها من يدها برفق، وترك حبات اللؤلؤ كما هي، يتأملها بفرح طاغٍ، وسعادة غامرة. قادها إلى أقرب بقالة، أخرج كل ما معه من دريهمات، واشترى لها كل ما تحب، وأرخى لها حبل الدلال، ثم أوصلها إلى بيتها وهو يحدثها بخشوع، ولولا خوفه من العيون المتلصصة، والأسئلة التي تتراكم على الشفاه، لمكث برفقتها إلى أن تعود أمها، ولكنه آثر أن ينسحب؛ ليحافظ على سعادته وكنزه الجميل، وأن لا يضيع بسبب سوء فهم، أو تأويل ظالم، أو تفسير أعمى، ثم أكمل طريقه إلى بيته، وهو يشعر بخفة وقدرة على المسير بل الطيران دون توقف.

وصل إلى بيته بسرعة، دخله بسعادة، تخفف من ملابسه وارتمى على فراشه باسترخاء، أخذ يتذكر لحظاته الجميلة مع الطفلة الباكية، وشعر لأول مرة منذ زمن طويل أن في الحياة أشياء جميلة، تستحق أن نحيا من أجلها، وأن لمسات الجمال موجودة بالرغم من سيطرة مساحات السواد وغلبتها!

أصبح ينطلق إلى عمله بهمة ونشاط، بذل جهداً مضاعفاً، أتقن عمله، لاحظ رئيسه مدى جديته وتغيره، رفع أجره ونقله إلى عمل أفضل، تحسنت أحواله، شعر بمذاق طيب، وثق صلاته ببعض زملاء العمل، وتبادل معهم الزيارات، وخرج مع بعضهم في سهرات خفيفة، ورحلات قصيرة. تبدلت أحواله، تفتحت في قلبه مسامات جديدة، شعر بقلبه يخفق، أخذ يمشي بثقة، يأكل بتلذذ، ينام بمتعة، يحلم كالأطفال.

أخذ يحلم أن تكون له حياة مختلفة، يفكر بالزواج، يفتح بيتاً أرحب وأوسع، اشتاق للأطفال، شعر بلهفة لأبوة تلوح في الأفق، صار يخطط لمستقبله، يقلب أفكاره ومخططاته ومشاريعه، يستبعد هذا ويعيد التفكير في ذاك، حتى استقرت في ذهنه ومخيلته صورة جميلة لما يريد، عاش معها وبها ليالي طويلة، يشعر بالسعادة كلما استحضرها، كأنه ملك الدنيا بأسرها، حتى يتخيل أحياناً أنه يعيش واقعاً لا حلماً وأماني ما زالت معلقة في رحم الغيب.

استلم منصباً يحسده عليه كثيرون، وتحسنت أحواله المادية، وأصبحت أحلامه قاب قوسين أو أدنى من أن تترجم على أرض الواقع، فكل الظروف مهيأة، ومعظم العقبات إلى زوال.

في طريق عودته بعد يوم عمل، وكان ذلك في أواخر شهر أيلول، أمطرت السماء فجأة، في استهلال موسم مطري جديد، بزغ الأطفال من كل ناحية، وخرجوا من كل بيت، وتجمعوا كرف حمام يغنون فرحين بحبات المطر:

شتي وزيدي بيتنا حديدي

عمنا عبد الله

رزقنا على الله

أخذوا يركضون في الشارع يستمتعون بمعانقة المطر لأجسادهم البريئة، وبعضهم فتح فاه لتسقط بها حبات المطر البكر، وفاح من تراب الأرض شذى عناقها الولهان مع حبات المطر، وتشربت الأرواح سيمفونية لقاء العاشق بالمعشوق، وحلَّ في الأرض سلام، وخرجت من الصدور تنهدات الراحة والأمل، وتعالت أصوات الخلق: "الحمد لله".

شعر بروحه تطير في الأعالي، وقلبه يتفتح تعطشاً للمطر كما الأطفال، وأحس أنه بحاجة أن يغسل أدران جسده بهذا المطر الطاهر الذي يتنزل من السماء بروعة وسلاسة ورفق. خلع جاكيته وربطة عنقه، وخلع حذاءه، واختلط بالأطفال يغني كما يغنون، ويركض كما يركضون، ولم يعبأ بالعيون الساخرة التي استنكرت فعلته متمتمة نابزة لامزة، أدرك أنها جبانة، متمترسة خلف وقارها الكاذب، فهي أعجز أن تحذو حذوه، وتعود إلى براءتها وطهرها وإن للحظات معدودة، وتصر أن تبقى حبيسة زيفها ومظهرها المخادع!!

نشرت في الدستور الثقافي بتاريخ 15-10-2010

http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=\Supplement2\2010\10\Supplement2_issue1099_day15_id273514.htm


الأحد، 10 أكتوبر 2010

اجلس يا حجي!

موسى إبراهيم أبو رياش

المرايا خادعة، ولا تخبرنا الحقيقة، وإلا لم لم أنتبه إلى أنني بلغت من العمر عتياً إلا من الناس حولي؟!

صحيح أنني أنظر نفسي في المرآة مرات عديدة في اليوم، وصحيح أن الشيب غزا رأسي ولحيتي منذ زمن طويل –والصورة خير برهان- ، ولكن يبدو أن الألفة تعمينا عن الحقيقة، وتنسينا أن الأيام تمر مسرعة ونحن لا ندري!

كنت أحسب نفسي ما زلت شاباً، قادراً على كل شيء، وأن المستقبل يبتسم لي، وذات يوم استوقفتني فتاة وسألتني قائلة: عموه .... ؟ ودوت كلمة (عموه) كالصفعة إذا نبهتني على حقيقة مرّة طالما حاولت تجاهلها!

وكعادة أهل الزرقاء ومدن أردنية كثيرة، أدمنت ركوب الباصات واقفاً، لأنك إن لم تفعل ذلك إما أن تأخذ تاكسي وهذا لا يتفق مع برستيج أهل الزرقاء، أو أن تنتظر مقعداً شاغراً في باص، وهذا دونه خرط القتاد، ومنصب فئة عليا شاغر أسهل من مقعد شاغر في باص وخاصة في ساعات الذروة، وإن صممت على الحصول على مقعد شاغر فليكن، وستحظى ببغيتك بعد أربع أو خمس ساعات في أحسن الأحوال، هذا إذا كانت أمك راضية عنك، وجدتك داعيتلك في ليلة القدر!

وعودة على الركوب واقفاً، تصوروا لو ركب أحدنا حصاناً أو حماراً –أجلكم الله- واقفاً، كيف سيكون منظره؟ أما ركوب الباص واقفاً فأنت ستكون مثل كرة في مهب الريح، لا تسألوني كيف؟ اسألوا أي خبير وسيخبركم؟ لأن هذه السطور لا تتسع للشرح والتبيان والتوضيح، وإلا تحولت إلى مسلسل مكسيكي!

ومرة أخرى، عودة على الركوب واقفاً، عندما ركبت ذات يوم باصاً مكتظاً، وقفت، وتمرجحت ذات اليمين وذات الشمال، فأشفق عليَّ شاب بعد أن رأى حالتي وشيبتي، فنهض من مقعده، وناداني قائلاً: "تعال اجلس يا حجي". جلست مهزوماً، وشعرت بالعجز، وعندها فقط أدركت أن (مياتي ع النار)، وأن لا فائدة للمكابرة والإنكار، وأن الشباب ولى ولن يعود، وكل محاولاتي للتظاهر بغير ذلك، خداع وكذب وتدليس!

ذات مساء، عدت وأخي العزيز همام رباع بعد زيارة لعميدنا أبي وطن، وكان الباص كالعادة مكتظاً، وبعد حين شغر مقعد، وجلست عليه، دون أن أعزم على همام، ليس أنانية والله، ولكن لأني إن فعلت، فلن أضمن أن يقول لي: معقول، أجلس أنا وأخليك واقف؟! وفي هذه الإجابة دلالة لا تخفى على اللبيب! وسلامتكم!

نشرت على موقع تنفيس

http://www.tanfis.com/index.php?option=com_content&view=article&id=740:%D8%A7%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D8%AC%D9%8A&catid=34:2010-05-30-18-43-54&Itemid=133

نقص المعلمين وغياب الرؤية

موسى إبراهيم أبو رياش

إنَّ الخطوة الأهم في الشفاء هي الاعتراف بالداء، و"من لا يعترف بمرضه ليس عليه أن يطمع بالشفاء من مرضه." (إبراهيم الكوني)

تعاني المدارس الحكومية نقصاً كبيراً في المعلمين بداية كل عام دراسي، وتتكرر هذه المشكلة سنوياً كنسخة أكثر رداءة عن سابقتها، دون أدنى أمل بإيجاد حل جذري للمشكلة، أو حتى التخفيف منها. وتبلغ المأساة ذروتها عندما ينقضي أكثر من شهر على بداية العام الدراسي، وما زالت المشكلة تضرب المدارس بعنف وقسوة لا سابقة لها، وكأني بالوزارة ووزيرها وأمنائها العامين الثلاث وإداراتها الثلاث عشرة التي لا نظير لها عالمياً، ومديرياتها الميدانية التي تبلغ 42 مديرية تقف عاجزة مكتوفة الأيدي إزاء كل ما يحدث!

الطبطبة لا تنفع، وإعطاء المسكنات تلو المسكنات ليست حلاً، بل تزيد الطين بلة، والعلّة تجذراً، واللجوء إلى حلول جزئية لا يجدي فتيلاً، وترحيل المشكلة إلى أعوام قادمة هروب وتخلٍ عن المسؤولية واعتراف بالعجز!

ماذا كانت تعمل وزارة التربية طوال الصيف؟ وكان الأولى بها أن تنتهي من جميع التعيينات وسد النقص قبل بداية العام الدراسي، فلا حجة مقنعة، ولا تبرير معقول، ولا عذر مقبول، اللهم إلا ضبابية الرؤية إن لم يكن غيابها، والتخبط في التخطيط، والغياب التام عن الواقع الميداني، وانتظار الحل من السماء! وإلا كيف نفسر تعيين 1200 معلمة بعد مرور شهر على بداية العام الدراسي، وعلى الأبواب دفعة مماثلة من المعلمين إن لم يكن أكثر، بالإضافة إلى وجود أكثر من 2000 معلم على حساب التعليم الإضافي.

إنَّ المشكلة ليست في عدم وجود خريجين وكفاءات أردنية، ولكن المشكلة في رفض هؤلاء الخريجون العمل في مدارس الحكومة التي تشكل بعبعاً لا يرغب أحد بالاقتراب منه، لفقرها واكتظاظها، وعدم توفر أدنى الشروط التربوية المعقولة، بالإضافة إلى الأنظمة التربوية المجحفة بحق المعلم، وعدم وجود ضمانة لحمايته، ناهيك عن تدني الرواتب وهزالها.

قبل سنوات استبعدت فكرة الاستعانة بالخبرات المصرية، بسبب الكلفة المرتفعة لاستقدام المعلمين المصريين، وما زالت الحكومات الأردنية تتجاهل الجانب المادي لاستقطاب المعلم الأردني، وكأني بها تريد معلمين سخرة يرضون بالفتات، ثم تطلب منهم نتائج باهرة، ومخرجات تقارع بها سنغافورة واليابان؟!

حل مشكلة نقص المعلمين يتطلب إعلان حالة الطوارئ في وزارة التربية والتعليم، والبحث عن حلول إبداعية بعيداً عن المألوف والمعروف، وتجاوز الكلاسيكية في التعامل مع هذه المشكلة، والتفكير بصوت مرتفع، والاستعداد التام لكسر الحواجز والقيود، وتعديل التعليمات والأنظمة الجامدة، والقضاء على كل أشكال الفساد والترهل الإداري، والتضحية بالقيادات النمطية التي تجاوزها الزمن، وغدت من مخلفات المتاحف!

عندما تكون الغاية سامية، والأهداف نبيلة، والمرجو كبير، فإنه لا معنى للتردد في الإنفاق والبذل والعطاء، لأن المردود سيكون إذ ذاك كبيراً جداً، وحساب الإنفاق على التربية بمبدأ الربح والخسارة آنياً، يدل على تخلف وقصر نظر، فالتربية لا تؤتي أكلها إلا بعد عقد من الزمان على الأقل، وعندها سيكون الربح أضعافاً مضاعفة!

إن الحلول المناسبة لمشكلة نقص المعلمين لا تخفى على أصحاب القرار، فتراكم الخبرات البشرية محلياً وعالمياً، يجعل من الحلول سلعة متداولة لمن أراد، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود إرادة حازمة لحل المشكلة جذرياً، والتلهي ببعض المسكنات والمنشطات والهرمونات على سبيل التمويه وذر الرماد في العيون!

وقد أكدت دراسة أن نسبة الإداريين إلى المعلمين في الأردن مرتفعة جداً، وهي أعلى من مثيلاتها في معظم دول العالم. ولذا فإنَّ إعادة هيكلة المديريات في الوزارة والميدان، والتخفيف من الحمولة الزائدة، بالإضافة إلى التأكد من التشكيلات المدرسية على أرض الواقع، من شأنه أن يخفف من نقص المعلمين بنسبة لا بأس بها؛ إذ لا معنى لموظفين ينتقلون للمديريات لترضية فلان وعلان دون عمل يذكر، وبقاء بعض المعلمين دون عمل اللهم إلا حاشية وبطانة سوء لبعض مديري المدارس، في حين يشقى غيرهم ويتحمل نصابهم ومصائبهم!

إنَّ مشكلة نقص المعلمين تهدد النظام التربوي الأردني برمته، وتجعل من أية عملية تربوية غير ذات جدوى بسبب آثارها التدميرية والتخريبية، وأنها تهدد الاستقرار المدرسي، وتخلخل العملية التربوية، وتشتت جهود المعلمين العاملين، وتبلبل أذهان وقلوب الطلبة، وتربك الإدارات المدرسية وتعرقل خططها. وكل ذلك يؤدي إلى كارثة تربوية محققة بدأنا نلمس آثارها في المخرجات الهزيلة، وتطاول الطلبة وذويهم على المعلمين، وتراجع دافعية المعلم، وغير ذلك مما لا يخفى على أحد.

المشكلة خطيرة، ولا تحتمل مزيداً من التأجيل والترحيل، وآن الأوان لجراحة عاجلة وحلول ثورية، لأنها تؤرق كل مسؤول مخلص، وتؤثر على كل بيت أردني، وتدمي قلب كل مواطن غيور. والأمل أن يتنادى أصحاب الضمائر المخلصة في وزارة التربية وغيرها للبحث عن سبل للخلاص، وطرق ناجعة للعلاج، وهؤلاء موجودون وقادرون إن منحوا الصلاحيات، وأعطوا الضوء الأخضر، وتوفر لهم الدعم والمساندة!

نشرت على جراسا

http://www.gerasanews.com/web/?c=122&a=35057

زاد الأردن

http://www.jordanzad.com/jor/index.php?option=com_content&task=view2&id=24750

نيرون

http://www.niroonnews.com/arabnews/5081-2010-10-09-16-39-36.html

البلقا نيوز

http://www.albalqanews.net/NewsDetails.aspx?Lng=2&PageID=5&NewsID=11979

وطن نيوز

http://www.watnnews.net/NewsDetails.aspx?PageID=21&NewsID=15871


صور مهشمة

موسى إبراهيم أبو رياش

مشروع معركة

جلست العائلة تتناول طعام الغذاء، أشار الزوج إلى أن الدجاج غير ناضج كفاية، فاعترضت الزوجة أنه مكث على النار أكثر من المعتاد، وهو برأيها رائع جداً. اختلفا وكل يدافع عن رأيه، أسمعها كلمة قاسية، فردت بالمثل، تكهرب الجو، وتبادلا الشتائم، التي ما لبثت أن تحولت إلى تضارب بالأيدي. غضبت الزوجة واتصلت بأهلها، فحضر إخوتها متحفزين، فأسمعوا الزوج كلمات نابية، فاتصل بإخوته، فحضروا مسرعين، وتبادل الطرفان التهديد والوعيد الذي تطور إلى عراك، واستدعى كل فريق إمدادات أخرى، فتحول المكان إلى ساحة معركة التي سرعان ما امتدت إلى الشارع حتى شملت الحي كله !!

كشف الطابق

ذات اجتماع، خالف سيده على غير العادة، فسأله مستنكراً: أتجرؤ أن تخالفني؟

أجابه بتحد واضح: ولم لا أفعل، فأنا أدافع عن قناعاتي حتى النهاية!

- أتخالف صاحب الفضل عليك؟

- جئت بأصوات الناخبين!

- وهل تصدق هذه المهزلة التي صنعناها لأجلك؟

- مهزلة أم غير مهزلة، هذا لا يهم، فالنتيجة النهائية كانت لصالحي.

تبادل الحضور النظرات مستغربين فقد عقدت المفاجأة ألسنتهم، فقد كانت الحقيقة التي كُشفت فاضحة، نعم ... كانت قبل ذلك مجرد تكهنات وتخرصات، أما الآن فقد تأكد ما يتناقله الناس سراً وفي جلساتهم الخاصة. حذر رئيس الجلسة أن يبقى الخلاف وتفاصيل الحوار حبيس جدران القاعة. وفعلاً لم تمضٍ بضع ساعات حتى كان الخبر يملأ المدينة، بل وتناقلته بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية !!

مستحيل

كلما تقدموا بطلب إلى رئيسهم لشراء جهاز أو أدوات أو مستلزمات، يقول لهم: "مستحيل"! وكانوا يأخذون كلامه على محمل الجد، وأنه يقول ذلك لأنه الأدرى بمصلحة العمل وميزانية المؤسسة. ولكن كان هذا رده الوحيد على كل ما يطلبون، فضاق به الموظفون ذرعاً، وقرر بعضهم أن يواجهه ويتصدى له، ولما قدموا له طلباً جديداً لشراء جهاز معين، قال لهم: "مستحيل"! فصرخ به موظف جهم طويل القامة: ما هو المستحيل، الذي يقف في طريقنا على الدوام؟ أجاب الرئيس برعب: المستحيل هو أن لا أستجيب لما تطلبون !!

نشرت في صحيفة السبيل 5-10-2010

http://www.assabeel.net/assabeel-essayists/26677-%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D9%85%D9%87%D8%B4%D9%85%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%8B.html

الجمعة، 8 أكتوبر 2010

إلى المعلمين في عيدهم

موسى إبراهيم أبو رياش

في يومك في الخامس من تشرين الأول تنحني لك الهاماتُ تحية إجلالٍ وإكبارٍ يا معلمنا الأبجدية ... يا حامل مِشعل النور والهداية ... أيها البحار في ليل الظلمات والجهل ... أيها الغواص في بحر الأشواك والخذلان والجحود!!

إنَّ طريق الألف ميل تبدأ بخطوة. ووِقفة عزٍّ وكبرياء من ثلة من المعلمين استردت لك حقوقاً طالما أنكرها الدهاة، مستغلين طيبتك، وإنكارك ذاتك، وأنَّك صاحب رسالة، لا صاحب دنيا ومنفعة وأجندات. سلبوك قاصدين، وحاربوك عامدين، وأنكروك رمداً بأعينهم. فلما رفعت الصوت خنسوا، وتواروا خلف الأستار، وحاولوا الكيد لك والبطش بك. فما كان الله لينصرهم على صاحب الرسالة، فحجزتَ لك مقعداً مع علية القوم، وأثبت حضوراً طالماً طمسوه!

مسيرة الكفاح في أولها، وما زال المعلم مظلوماً، بل إنَّ الظُلم يزداد، والكيد يأخذ مسارب أخرى، وطرقاً أخبثُ من ذي قبل، لأنَّ خفافيش الظلام تستكثر عليك أن تأخذ حقاً هو لك منذ الأزل، لأنَّ وجودها رهن بظلمك، وعلوها مشروط بخفضك، وترفها نظير فقرك وسحقك!

إنَّ غبار الطباشير الذي يلوث يديك وملابسك، هو وسام معركة النور التي تقودها ضد جيوش الظلام والإظلام. وإنَّ آثار الأقلام على يديك وشم يؤكد أنَّك ما تراجعت ولا نكصت. وملابسك المجعلكة، وشعرك الأشعث في نهاية يومك دليل أنّك أديت الأمانة، وما تكاسلت أو ركنت إلى الدعة، في حين يخرج أقوام كما يدخلون، بل يغدون خماصاً ويروحون بطاناً!

قد لا تكون المطالب المادية هي هاجس المعلمين الأول، ولا كل همهم، فإنَّهم يدركون أنَّ حُسن المعاملة، والتقدير، واحترام إنسانية المعلم، خيرٌ من كل أموال الدنيا. وعندما يجتمع حرمان وحرمان، فإنَّ الحمل يكون ثقيلاً، والمصيبة عظمى، والطامة كبرى!!

ما زالت أنصبة المعلمين لا تراعي أي أسس تربوية أو علمية أو حضارية؛ فكل المباحث سواء، وكل المراحل سواء، وكل الظروف سواء. وأعباء المعلم تزداد يوماً بعد يوم، والممنوعات والمحظورات تلتف حول عنقه تكبله وتقيد يده، والتعليمات والأنظمة تقعده كسيحاً بلا حول ولا قوة، يلقونه مغلولاً في اليم، ويحذرونه من البلل!

نَصَّبوا عليه مسؤولين، منهم من لا يعرفون كوعاً من بوع، فيهرفون بما لا يعرفون، ويتعرقلون بأرجلهم في رابعة النهار. يحسبون أنَّهم يفهمون وهم أبعد الناس وأجهل الناس، يستحقون الشفقة، ويستدرون الدمعة، ومع ذلك يكابرون ويعاندون ويتبجحون. تسلطوا عليك سدَّاً لنقائصهم، واستأسدوا عليك وهم أجبنُ من نعامة، وأضعفُ من بعوضة!!

إنَّ من أبسط حقوقك أن تُحترم وتُقدر في مدرستك ومديريتك ووزارتك، ولكنهم أمعنوا في ظلمهم، فعاملوك كالأغراب، وما كانوا لولاك، ولا وجود لهم إلا بك. يرفعون أصواتهم في حضرتك، ولو أنصفوا لخشعوا. وجلسوا وتركوك واقفاً، ولو كان عندهم بعض حياء لأجلسوك ووقفوا في حضرتك. يأمروك ولو اتبعوا الحق لأتمروا بأمرك، وما خرجوا عن طوعك!!

وإنَّي لأستنكر علي أي مسؤول تربوي مهما كان منصبه؛ ابتداءً بأقلّ موظف وإنتهاءً بوزير التربية والتعليم أنْ يهنأ بمكتب، أو أنْ يجلس على مقعد، أو ينعم بمكيف أو مروحة صيفاً، ومدفأة أو تدفئة شتاءً، وهناك معلم في أي مدرسة مهما شَطَّتْ أو نَأتْ لا يجد مقعداً يجلس عليه في استراحته، ولا يجد مكتباً يركن إليه أوراقه وكتبه ودفاتر تلاميذه، يَسُحُ عرقه صيفاً، ويتجمد وجهه شتاءً. فإنَّ عظمة المسؤول تتبدى في هكذا مواقف، وتتجلى نفاسة المعادن في مثل هذه الظروف!

وإذا كان الحديث ذو شجون، والألم يذكر بالألم، فإنَّ همَّ المواصلات يُثقل كاهل المعلمين، ويؤرق كاهلهم، وينكد عليهم عيشهم، خاصة وأنَّ بعضهم يتنقل يومياً ما لا يقل عن مئة كيلو متر داخل اللواء نفسه، وغيره لا تبعد مدرسته أو مكان عمله سوى أمتار معدودة. ومما يزيدهم رهقاً أنَّ من يأخذون بدل مواصلات لا يغادرون مكاتبهم، وإنْ فعلوا وتواضعوا فبسيارات الحكومة، أما المعلم فينتظر المواصلة تلو المواصلة، وقد تمرُّ به سيارات التربية ولا تُلقي له بالاً. أغلب موظفي الدولة يأخذون بدل مواصلات أو تقلهم سيارات حكومية، أما المعلمون فلا يأبه بهم أحد، ولا يحسب حسابهم أحد، بل إنَّ البعض يحملهم عبء عجز الميزانية لاسترجاعهم حقوقاً لم تكن في حسبان هؤلاء يوماً!

الحقوق ستبقى منقوصة مهما بُذلت من جهود، وقُدمت من تضحيات، لأنَّ العدالة لا توجد إلا عند رب العالمين، وهؤلاء الذين نَصَّبوا من أنفسهم أوصياء على المعلمين لا يضيرهم إلا أن يتنزع المعلمون حقوقهم، ولذا ستبقى العجلة تدور، والعصي تدس بين الدواليب، فلا تبتئس ولا تقنط من رحمة الله، واقطع أملك منهم، وصل حبلك بحبل الله، ولا تركن إلى أحد منهم، ولا تثق بأحد فيهم، فإنَّهم أقلّ شأناً مما تظن، وأضعف أن يكون في يدهم حول أو طول، لأنَّهم سراب وإنْ تَبَدَّى وتَجَسَّد، وَهُم وَهْمٌ وإنْ تحرك، وهم خُرافة وإنْ حدثوك ووعدوك!

ولا يحزنك تجاهل وزارتك ليومك والإحتفاء بك، فما تعودتَ منهم غير الجحود، وما نِلتَ سوى الوعود. فلا تأملنَّ أن تتغير بين ليلة أو ضحاها، وتأخذك بالأحضان بعد جفاها. فكن أنت أنت، فأنت الأعلى شأناً، والأعزُّ مكانة، والأغنى بقناعتك رغم فقرك، والأقوى بعلمك وإخلاصك، والأجدر بكل إجلال وإكبار!

نشرت في السوسنة
http://www.assawsana.com/portal/Articlesshow.aspx?id=6160

في زاد الأردن
http://www.jordanzad.com/jor/index.php?option=com_content&task=view2&id=24367

في نيرون
http://www.niroonnews.com/arabnews/5023-2010-10-03-20-30-49.html

في أخبار البلد
http://www.albaladnews.net/NewsDetails.aspx?ID=23487

في المرصد العمالي
http://www.labor-watch.net/index.php?option=com_content&view=article&id=2781:2010-10-04-07-06-49&catid=54:opinions&Itemid=14

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

إلى طلبة الجامعات

موسى إبراهيم أبو رياش

أيها الطلبة الجامعيين قدامى وجدداً ... أبارك لكم عامكم الجديد هذا، راجياً لكم سنة دراسية موفقة، ملؤها التوفيق والنجاح والتميز في كل مناحي الحياة عامة، والدراسة الجامعية خاصة.

أيها الأعزاء ...

لتكن بدايتكم هذه السنة مختلفة نحو الأفضل، متميزة، ثرية، كلها أمل وإشراق وتفاؤل، راجعوا ما سبق من خطواتكم، وما سلف من أعمالكم، واستبعدوا أخطاءكم وتجاوزوا تقصيركم، وعززوا نجاحاتكم، واكتشفوا خفي إبداعكم وطاقاتكم، وثقوا أنكم تمتلكون طاقات وقدرات جبارة، ترفعكم إلى عنان السماء إن شئتم وعزمتم، وتوصلكم إلى تحقيق أحلامكم إن نويتم وقصدتم، وتمهد لكم سبل النجاح والتفوق والرقي إن كانت هذه مبتغاكم وغايتكم.

أيها الأعزاء ...

اعلموا أن وظيفتكم هي أن تكونوا طلاباً كما يقول الدكتور إبراهيم الخليفي، وهذه الوظيفة تتطلب منكم أن تقوموا بواجب هذه الوظيفة خير قيام، وأن لا تشغلكم عنها أية مشغلة أخرى مهما بدت لكم مهمة أو ضرورية، فالطبيب في عيادته لا يقدم على مرضاه أي أمر آخر مهما كان مهماً، والجندي في معسكره لا يمكن أن يترك واجبه مهما كانت الظروف، وأنتم يا رعاكم الله طلبة تفرغتم للعلم، وفتحت لكم الجامعات أبوابها، وبذل لكم الأهل أموالهم ومدخراتهم، فأدوا حق ما تفرغتم لأجله، وقوموا بواجبكم تجاه وطنكم وأهلكم، ولا تكونوا سبباً في إفساد الجامعات بعنادكم وتشتتكم وتيهكم.

أيها الأعزاء ...

عندما تدخلون الجامعة، فاعلموا أنكم دخلتم محراب العلم، كما يدخل المصلي المسجد، فكونوا في جامعاتكم كما يكون المصلي في مسجده، وثقوا أنكم في عبادة ما دمتم حريصين على تحصيل العلم وتعلمه والاعتكاف عليه وتطبيقه.

اخلعوا على باب الجامعة كل ما يشغلكم ويعيقكم عن العلم، فاتركوا العشيرة والانتماء السياسي والحزبي والطائفي والعرقي والجهوي والإقليمي والطبقي والجغرافي، فكلكم في الجامعة طلبة علم ورهبان في معبده، ولن تنالوا لذته ونعيمه إلا إن خلعتم كل ربقة تعيقكم، أو قيد يكبلكم، فالعلم لا يقبل له شريكاً في محرابه، ولا يتحيز إلا لمن يحرص عليه، ويعرف مسالكه، وينشد مظانه، ويخلع كل ثوب غير ثوبه، ويتخلى عن كل رابط إلا رابطه، ويقطع كل علاقة إلا علائقه، ولا نسب إلا نسبه، ولا غنى إلا به، ولا رفعة إلا بامتلاك نواصيه، ولا سؤدد إلا بزمامه.

أيها الأعزاء ...

إن المغريات كثيرة، والملهيات لا حصر لها، ولكن العاقل لا يقع في هذا الفخ، ولا يمكن أن يكون ضحية الغفلة والسذاجة، فالعلم مهمته أولاً وأخيراً، وأي التفات هنا وهناك قد يحيده عن الطريق، ويخرجه عن المسار. ولا أعني بذلك أن تغلقوا على أنفسكم أبواب غرفكم وبيوتكم، وأن تتجاهلوا ما حولكم، وأن تنقطعوا عن الدنيا وأهلها، ولكن الأولوية للدراسة والعلم، ولا بأس ببعض الراحة والترفيه بحدود ومقادير محسوبة، وخطة مرسومة.

لا تستعجلوا الدنيا وزينتها وبهرجها، فالطريق أمامكم طويل، ولا تدخلوها إلا بزاد وافر من الثقافة والدراية، وسلاح فعال من العلم والمعرفة، ولا تخشوا أن تحرموا من الدنيا، فهي تنتظركم بالأحضان، وتترصدكم منذ ولدتم، فلا تنجرفوا إليها قبل الأوان، ولا تدخلوها إلا وأنتم على أهبة الاستعداد.

لا يلهينكم تتبع الموضات وصرعاتها، والنهفات ومساخرها، والتفاهات وأنفاقها، وسفاسف الأمور ومغرياتها، وخيوط العنكبوت وفتنتها. فلا يتورط في كل ما سبق إلا أصحاب العقول التافهة، والأدمغة الفارغة، والنفوس الدنيئة، والأرواح الخبيثة، والقلوب الصدئة العفنة، الذين ينعقون مع كل ناعق، ويتبعون سبل كل فاسق، ويقلدون خطى كل مارق!

التخطيط السليم، والانتظام والحزم، والحرص على الدوام، واحترام الوقت، وتقدير المدرسين، والالتزام بالأولويات والقواعد والأنظمة من أهم عوامل النجاح والتميز، وهي من أسباب احترام الآخرين لك، وتقديرهم وإعجابهم بك، فاحرص أن تكون محترماً في كل مكان تدخله، وأن تكون محبوباً في أي مجال تلجه.

أيها الأعزاء ...

احرصوا على الحوار، وفتح قنوات الاتصال فيما بينكم وبين الآخرين، ولتكن المرونة والتفاهم سبيلكم، والتعاون وسيلتكم، والتسامح والصفح دأبكم، تجدوا لكل الأبواب مفتحة لكم لتدخلوها بالترحاب، وكل السبل ممهدة لتسيروا عليها بسلام.

وللدعاة من مختلف الاتجاهات السياسية والدينية، لا تكونوا ساذجين باتباع الطرق التقليدية، واعلموا أن أفضل سبل الدعوة لما تؤمنون به، وأكثرها تأثيراً، أن تتميزوا بالعلم والتحصيل والتفوق والخلق القويم، وحسن التواصل، وعندها يأتيكم من تريدون، ويطلبونكم ليتعرفوا سر تميزكم وتفوقكم، فتفوقكم ونجاحكم هو سر نشر دعوتكم، واعلموا أن الماء لا يصعد إلى أعلى طواعية كما يقول مالك بن نبي رحمه الله، فإذا رغبتم بأن ترووا عطش الآخرين فكونوا أعلى منهم في منازل العلم والتحصيل والتفوق الأكاديمي المقرون بالتميز الأخلاقي والسلوكي والمعرفي وسعة الثقافة والأفق. وتأكدوا أن الضعيف علمياً، والمتخلف تحصيلياً أعجز أن يقنع نفسه بما يدعو إليه، ولذا فإنه عن إقناع ودعوة غيره أعجز!

استرشدوا برأي من سبقكم، واسمعوا نصيحة من هم أكبر منكم، ولكن لا تسلموا لهم رقابكم، وترهنوا عندهم عقولكم، فلكل هوى، ولكل رأي، قد يكون متحيزاً مهما نشد العدالة والنزاهة، واعلموا أن لكل باب مفتاحاً، ولكل عقبة منفذاً، ولكل جبل مصعداً، ولكل واد مسرباً.

وأخيراً أيها الأعزاء ...

فإن الحياة الجامعية حياة متميزة واسعة تتجدد يوماً بعد يوم، فليكن غذاؤكم فيها علماً، وشرابكم معرفة وثقافة، وتنفسكم أدباً وخلقاً، وطريقكم في طرقاتها الاستقامة والنظافة والطهارة. وابتغوا في دراستكم مرضاة الله وطاعته، وتحقيق عمارة الأرض التي انتدبنا لها، وخلقنا من أجلها. احرصوا على كل لحظة فيها أن تمر دون فائدة أو منفعة، ولا تخطوا أية خطوة إلا لهدف، وليكن التواضع شيمتكم، والصدق زينة ألسنتكم، والابتسامة اللطيفة تذكرتكم إلى قلوب الآخرين مهما قست أو تحجرت.

نشرت في صحيفة الدستور - ملحق الشباب - الأربعاء29أيلول2010
http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=\Supplement1\2010\09\Supplement1_issue1083_day29_id269336.हतं


مقلوبة بالسوس

موسى إبراهيم أبو رياش

كتب ناشر تنفيس وعميدها مقالة بعنوان (مقلوبة مش مقلوبة) التي نشرت في صحيفة الدستور يوم الثلاثاء 28 أيلول 2010 . وهذه المقالة أثارت عبق التاريخ ورائحة الأصالة التي افتقدناها هذه الأيام الغبراء، التي أصبحنا نأكل فيها صور الماضي وخيالاته الوهمية.

وللأسف فإن المشكلة لم تقتصر على الطعم والرائحة، وإنما تعدتها إلى المكونات المضروبة والمغشوشة، وخاصة الأرز الذي كنا نشترية أيام زمان نظيفاً وبسعر التراب، وفي أيامنا هذه هلت علينا بركات الجشع والفساد فصرنا نشاهد الأرز (المدود)، والأرز (المعفن)، والأرز (المسوس)، والأرز (المرطب)، أما الأرز (المكسر) فهو أخفهن مصيبة!!

قبل أسابيع اشتري ابني كيس أرز زنة 10 كيلو غرام من المؤسسة المدنية، وعاد به فرحاً مسروراً (غاب وجاب)، ولما كان عندنا بقايا أرز، لم نفتح الكيس إلا بعد عشرة أيام أو يزيد، وكان الكيس من النوع غير الشفاف (كيس أبيض)، ولما فتح الكيس عينك ما تشوف غير السوس ينغل في الكيس كأنه يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون!

بدأت المكالمات الهاتفية تشتغل للحصول على وصفة تعالج جيش السوس العرمرم، فقيل ضعوا الملح مع الأرز يقضي على السوس ويوقف نموه المخيف. ويبدو أن الملح كان حلم السوس ومطلبه منذ الأزل، فزاد السوس وتكاثر، ولا أدري أين الخلل: هل الملح مغشوش؟ أم أن السوس تطور وتكيف مع الملح؟!

ما علينا، تذكرت وصفة من (الختياريات) بنشر الأرز المسوس في الشمس حتى ينسحب السوس أو يموت (ربما الوصفة مأخوذة كخلاصة من رواية رجال في الشمس لغسان كنفاني رحمه الله) ، وسارعنا بإجراء اللازم، وفعلاً رأينا السوس يسحب جيوشه من الأرز، وبعد ساعة حملنا صينية الأرز إلى الداخل بفرح من تخلص من جربه، ووضعناها على السجادة لإعادة الأرز إلى (قطرميزه)، وكانت المفاجأة .... كان السوس متجمعاً بكتل تحت الصينية بحثاً عن الرطوبة والظل، وما أن وضعنا الصينية على السجادة حتى سرح وانتشر على السجادة وشرَّق وغرَّب، وبدأت معركة القضاء عليه (بالشباشب)، ونجحنا بالتخلص من 50% من الأعداء، وولت البقية الفرار تحت الفراش والكنبايات وتحت ملابسنا وتحت السجادة وتحت الخزائن وربما بين رموش أعيننا!

المشكلة (مش هون)، المشكلة يا سادة كرام كيف نقنع الأولاد بأن يأكلوا المقلوبة باستخدام الأرز بعد تنظيفه من السوس بالماء والماء والماء حتى عاشر ماء. ربما تقولون: تخلص من الأرز وربنا يعوض! واسمحوا لي أن أقول لكم: بتحكوا وإنتم مرتاحين، ومش خسرانين أي شيء. والله الواحد بيعز عليه يتخلص من شيء دفع فيه الأبيض والأسود! صحيح أن تنظيف الأرز بالماء (عشرتعشر) مرة قد يكلف أكثر من ثمنه، ولكن نتحمل ذلك من أجل الانتصار على السوس، وعدم الاستسلام لوقاحته وعدوانه الغاشم! (المسألة مسألة كرامة) ثم تصوروا رحمكم الله لو أن كل بضاعة نشتريها وطلعت معيبة تخلصنا منها، فإنه يلزمنا أن نتخلص من أغلب ما نشترية!

من منكم اشترى موزاً ولم يجد قرناً على الأقل (مفعصاً)، ومن منكم اشترى ملفوفاً أو زهرة أو خساً ولم يجد المن أو الدود في الداخل، ومن منكم اشترى بطيخة ولم يجدها (مليفة) أو (مزة) أو لا تصلح للأكل، ومن .......... الخ!

الخلاصة، جمدنا طبخ الأرز حتى نجد حلاً لمعضلة اقناع الأولاد بأكله بعد التنظيف، وتم تشكيل لجنة لتدارس الوضع وإيجاد حل جذري للمشكلة، وتم عقد أكثر من عشرة اجتماعات دون التوصل إلى حلول مرضية، وتم الاتفاق على رفع الاجتماعات وتعليقها إلى ما بعد التاسع من تشرين الثاني المقبل.

وكل مقلوبة وأنتم بألف خير، وبسيطة يا أبو وطن ... لو مشاكلنا وقفت على المقلوبة لهانت، ولكن المقلوبة يا عزيزي أهون المصائب!!

نشرت في موقع تنفيس

http://www.tanfis.com/index.php?option=com_content&view=article&id=708:%D9%85%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B3&catid=79:2010-07-06-10-16-24&Itemid=135


الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

الأزرق تستغيث تعليمياً

موسى إبراهيم أبو رياش

لا ينكر أحد أن منطقة الأزرق منكوبة تربوياً، وأنها تعاني الأمرين في بداية كل عام دراسي بسبب النقص الكبير في عدد المعلمين، وتحاول مديرية تربية الزرقاء الثانية جاهدة معالجة الأمر حسب طاقتها وصلاحياتها، ولكن الوضع يظل خارج السيطرة!!

تصنف الأزرق بأنها منطقة نائية طاردة للخبرات، تعاني من هزات تربوية وتعليمية طوال العام الدراسي، ولكنها في الفصل الأول أشد وتصل إلى درجة الزلزال أحياناً، إذا إن بعض المدارس يصل فيها النقص إلى 50% وبعضها قد يزيد عن ذلك، وتلجاً المديرية لتغطية النقص بالتعليم الإضافي الذي يبقى غير مستقر وخاصة في مدارس الذكور.

كما إن نسب النجاح في مدارس الأزرق متدنية، ولعل أهم الأسباب عدم توافر خبرات كافية عند المعلمين رغم أنهم يبذلون طاقتهم، ولكنهم في الأغلب الأعم من المعلمين الجدد الذين يعملون سنة أو سنتين ثم ينتقلون إلى مديريات أو مدارس أخرى، كما إن البيئة التعليمية غير المناسبة تعلب دوراً مهماً في تدني نسب النجاح، بالإضافة إلى قلة الوعي عند الطلبة وعدم متابعة الأهل بشكل مناسب. وهناك عوامل كثيرة أقل درجة مما ذكر آنفاً.

منطقة الأزرق ليست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، فهناك مناطق أخرى مثل الأزرق وقد تكون أسوأ. وكل الحلول والمعالجات الآنية الجزئية، والفزعات لم تؤدي إلى أي تقدم يذكر في سبيل الحل الجذري للوضع التعليمي والتربوي المؤسف. والمطلوب البحث عن بدائل وحلول غير نمطية، حلول إبداعية، حلول تبتعد عن الدوران في الحلقات المفرغة، حلول تستهدف حل المشكلة من أساسها وفق رؤية خارجة عن المألوف وتستشرف المستقبل، مرتبطة بمصلحة الطلبة في مقدمة أولوياتها.

إن الحلول التي قد تساعد في حل المشكلة كثيرة، ومنها:

أولاً: إعطاء أولوية التعيين لأبناء منطقة الأزرق بغض النظر عن ترتيبهم في ديوان الخدمة المدنية، واعتبار منطقة الأزرق منطقة مغلقة وظيفياً، وخاصة للتخصصات التعليمية، وتعيين حملة الدبلوم للتدريس للمرحلة الأساسية.

ثانياً: منح كل من يتعين من خارج منطقة الأزرق علاوة خاصة لا تقل عن 100 دينار شهرياً، وتتزايد حسب بعد المنطقة جغرافياً، وتمنح زيادة سنوية خاصة مجزية لمن يستمر من المعلمين في الأزرق.

ثالثاً: صرف بدل مواصلات لكل المعلمين الذين يأتون من خارج الأزرق.

رابعاً: منح المعلمين من أبناء الأزرق علاوات خاصة لتثبيتهم في مدارس الأزرق.

خامساً: تحسين وضع السكن الوظيفي وتزويده بكافة المستلزمات.

سادساً: تخصيص سكن وظيفي عائلي للمعلمين من خارج الأزرق، وضرورة ضبطه ليخدم من يستحق.

سابعاً: تزويد مدارس الأزرق بكل ما يلزمها من أدوات ومختبرات وبنية تحتية وأبنية كافية، وإعطاء الأولوية لها مهما كانت الظروف.

ثامناً: صرف تغذية لجميع طلبة الأزرق ومعلميها.

تاسعاً: فتح مكتب ارتباط لمديرية التربية للمتابعة وإنجاز المعاملات المستعجلة.

عاشراً: قبول جميع طلبة الأزرق الناجحين في الثانوية العامة في الجامعات والكليات وعلى نفقة الدولة.

حادي عشر: صرف مياومات لكل موظف أو مسؤول تربوي يزور مدارس الأزرق، بشرط تقديم تقرير عن زيارته مدعم بالإثباتات والنماذج المعتمدة.

ثاني عشر: تشكيل مجلس تربية وتعليم من أهالي الأزرق لمتابعة المدارس والتعاون لحل مشاكلها.

ثالث عشر: إعطاء جائزة شهرية لأفضل معلم وأفضل معلمة وفق معايير متفق عليها.

أما الحل الجذري الذي أراه الأنسب والأفضل فهو أن تتبع جميع مدارس الأزرق إلى مديرية الثقافة العسكرية، لأنها الأقدر للتعامل مع ظروف مثل ظروف الأزرق، وبإمكانها توفير المعلمين وما تحتاجه المدارس والتغذية وغير ذلك. كما إنها الأقدر على المتابعة الإشرافية والإدارية. وهناك مناطق طبقت فيها هذه الفكرة وكانت ناجحة جداً، مثل الحسينية والقويرة وأذرح وغيرها.

وهذا الأمر إن تم، فإنه سيخدم طلبة الأزرق بشكل كبير جداً، وأقلها الانضباط واحترام الأنظمة والقوانين، وسينعكس ذلك على درجة التحصيل. كما أنه يشجع الطلبة على الانتظام، وسيجعل من الأهالي خير داعم ومتعاون مع المدارس، وستختفي مظاهر الفوضى والتسرب والتغيب.

إن منطقة الأزرق تستحق أن يعقد مؤتمر تربوي طارئ من أجلها وعلى أرضها، ليتم تشخيص الواقع وتدارس الحلول الممكنة، بحضور كافة الجهات المعنية وعلى رأسها وزير التربية والتعليم، وأن لا ينتهي المؤتمر إلا بحل نهائي للمشكلة، مهما كانت التكلفة.

كما إن من حق منطقة الأزرق أن تزار وتتابع من قبل المسؤولين في الوزارة، وخاصة مسؤولي الصف الأول، وأن تكون لهم زيارات مكثفة ودورية لمدارسها، والعمل على حل مشاكلها أولاً بأول.

الأزرق تستغيث يا وزير التربية والتعليم، الأزرق تستغيث يا أمناء الوزارة ومديري الإدارات، الأزرق تستغيث يا سامعين الصوت، الأزرق تستغيث يا أهل النخوة والنجدة والشهامة، الأزرق تستغيث يا جماعات وأحزاب ومصلحين وقادة رأي، الأزرق تستغيث أيها المرشحين لمجلس النواب، الأزرق تستغيث أيها الجامعات ومراكز البحث، الأزرق تستغيث ... فهل من مغيث؟؟!!

نشرت على زاد الأردن

http://www.jordanzad.com/jor/index.php?option=com_content&task=view2&id=२३९२३


جراسا

http://www.gerasanews.com/web/?c=122&a=३४४३७


كل الأردن

http://www.allofjo.net/web/?c=145&a=२५४००


نيرون

http://www.niroonnews.com/arabnews/4963-2010-09-27-22-43-35.हटमल


البلقا نيوز

http://www.albalqanews.net/NewsDetails.aspx?Lng=2&PageID=5&NewsID=११५०४


مؤاب

http://mouab.com/index.php?option=com_content&task=view&id=21328&Itemid=१७९


وطن نيوز

http://www.watnnews.net/NewsDetails.aspx?PageID=21&NewsID=१५३११


الأحد، 19 سبتمبر 2010

التخبط التربوي

موسى إبراهيم أبو رياش

أقدر عالياً الجهود العظيمة التي تبذلها وزارة التربية والتعليم بكوادرها الضخمة في مركز الوزارة ومديريات الميدان في سبيل تحقيق الأهداف التربوية لصناعة جيل واعٍ منتمٍ مدرك. والنقد البناء لا يقلل من قيمة المنتقَد، بل يلقي الضوء على عثراته وزلاته، ليتداركها مستقبلاً، حتى لا تصبح حفرة عميقة قد لا يخرج منها!

إنَّ التخطيط من أهم عوامل نجاح أي مؤسسة، وهو لوزارة التربية والتعليم ألزم وأوجب؛ لأنَّ عملها كله قائم على التخطيط، وبغيره لن يُتقن عمل، ولا يتحقق هدف، ولن يرى أي مشروع النور إلا أنْ يخرج مشوهاً. والدليل على ذلك أنَّ الخطط السنوية والفصلية واليومية هي من أهم متطلبات العمل لكل إدارة ومديرية وقسم، بل إنَّها من أهم واجبات المعلم في الميدان، وخصصت الوزارة لذلك جيشاً من المشرفين بالإضافة إلى مديري المدارس ورؤساء الأقسام لمتابعة تخطيط المعلمين الفصلي واليومي، ورصدت للتخطيط علامات ترفع تقرير الأداء للمعلم أو تخفضه.

ولكن المراقب لأداء مركز الوزارة يتبين له أنَّ هناك تخبط تربوي لا تخطيط تربوي، ولعل مرد ذلك ضخامة الأعمال وتنوعها وتداخلها وتناقضها أحياناً، ولكن ذلك لا يعفي الوزارة من المسؤولية، وأن تكون في قمة التخطيط الواعي المتبصر الذي يستبق الأحداث ولا يتورط فيها وبها!

تقرر أن يكون يوم 4-9-2010 بداية دوام المعلمين في المدارس، ولعل من وضع التقويم لم ينتبه أنَّ هذا اليوم يصادف يوم سبت الذي يعتبر يوم عطلة رسمية، ولا مبرر للدوام فيه خاصة وأنَّ هناك خمسة أيام عمل (غير السبت) تسبق دوام الطلبة وهي كافية تماماً، وتتوافق مع المعتاد في السنوات السابقة. وللأسف أنَّه لم يتجرأ أحد ليقول أنَّ بداية الدوام غير مناسبة، وبقي الخطأ وتحمل مائة ألف أو يزيد وزر خطل في التخطيط. ولم يتوقف الخطأ على ذلك، بل لم تستيقظ الوزارة إلا بعد ظهر الخميس 2-9-2010 إلى ضرورة دوام موظفي المديريات يوم السبت أيضاً، فاشتغلت الهواتف والفاكسات والخلويات لإبلاغ جميع المديريات، وبعد ذلك قامت المديريات بورشة اتصالات على كافة الجبهات لإبلاغ المعنيين في آخر نصف ساعة من الدوام، وزاد التخبط أنه لم تحدد ساعة الدوام إلا في وقت متأخر جداً، فوقع القوم في حيص بيص، وغاب يوم السبت من غاب لأنه لم يبلغ، وتأخر من تأخر لأنه لم يعلم، واشتغلت من جديد ورشة الاستجوابات للمتغيبين والمتأخرين لتحاسبهم على خطأ لم يقترفوه، وكل ذلك بسبب خلل في التخطيط لم تتكلف الوزارة عناء تعديله، ومما يثير الأسى أنَّ الوزارة بكل تطورها وفي عهد الحكومة الإلكترونية، وسيادة وسائل الاتصال الحديثة لم تلجأ إلى التلفزيون الرسمي والإذاعة للتبليغ ببداية الدوام وساعته وإن على شكل خبر في الشريط الإخباري المتحرك.

ما سبق مثال صارخ على غياب التخطيط السليم، وتحوله إلى تخبط بامتياز، والأمثلة كثيرة مثل تحديد موعد اجتماع قبل الموعد بساعات، أو وصول كتب رسمية بعد موعدها أو قبيل موعدها الأخير بوقت لا يسمح بتعميمها، وعقد دورات في الوقت الضائع، ووجود أكثر من جهة للتدريب كما حدث مؤخراً حيث تنازع التدريب كل من مديرية الإشراف وشركة كادر، وعدم توفر مواصلات للقيام بالمهمات المطلوبة رغم موعدها المحدد مسبقاً، إلى غير ذلك من تخبطات لا تحسد عليها وزارة التربية والتعليم.

ولعل التخبط الأكبر يتمثل في النقص المزمن في المعلمين، وتبقى المدارس وخاصة المدارس البعيدة تعاني من نقص معلمين، يغطى عن طريق التعليم الإضافي الذي لا يستقر، وتبقى حركة التعيينات نشطة طوال الفصل الأول وشطراً من الثاني، في دلالة قوية على غياب التخطيط المتقن، وإلا فما يمنع تعيين عدد كافٍ دفعة واحدة؟ فما دمنا نعرف أن نسبة الاستنكاف عند الذكور هي 50% مثلاً، فلنعين ضعف العدد المطلوب وأثناء العطلة الصيفية، وإذا قلصنا من إجراءات التعيين المملة، وتحديد وقت محدد للمراجعة، فإن الوزارة قادرة على تحديد النواقص بسهولة، وتلافيها بسرعة، ورغم أن هذه المشكلة مزمنة، إلا إن الوزارة لا زالت تعاني منها كشعائر سنوية لا بد منها!

ومن أمثلة التخبط الماثلة للعيان تأخر عمليات صيانة المدارس، وعدم توفير المقاعد والتجهيزات أثناء العطلة، ومع أن جهوداً كبيرة تبذل في العطلة الصيفية، إلا إن الخلل يبقى سيد الموقف!

وتعتبر إجازات مديري المدارس السنوية في بداية العام الدراسي وفي وقت الذروة وشدة الحاجة لوجودهم عيباً كبيراً في التخطيط التربوي الذي لا يراعي الأولويات والضرورات.

مما سبق يتبين أن التخطيط التربوي هو تخطيط روتيني غير مبني على أية دراسات، ولا يستشرف أي مستقبل، وأغلب الخطط هي خطط هزيلة مكررة لسنوات سابقة. والمطلوب ثورة في التخطيط التربوي، وتغيير جذري في آلية التخطيط، واعتماد أسس علمية وعملية في التخطيط وتنفيذ الخطط، ومراجعة مستمرة لما يُخطط له، ومحاسبة لكل مقصر، وتعزيز كل محسن.

أخيراً، إن أي عمل بلا تخطيط هو عمل فاشل، وأي تخطيط غير سليم يؤدي إلى نتيجة مشوهة ممسوخة، وقبل أن نطالب المعلم بالتخطيط ومحاسبته عليه فلتحسن الوزارة التخطيط، ولتبتعد عن أسلوب الفزعات والاستيقاظ في آخر لحظة، ولتدرك أن فاقد الشيء لا يعطيه، وإعطاء الحقوق للغير مقدم على مطالبتهم بتأدية واجباتهم.

نشرت على بعض المواقع الإلكترونية مثل جراسا والسوسنة وأخبار البلد ونيرون وزاد الأردن يومي الأحد والاثنين 19،20 أيلول २०१०

http://www.gerasanews.com/web/?c=122&a=३३९५४