موسى إبراهيم أبو رياش
مشروع معركة
جلست العائلة تتناول طعام الغذاء، أشار الزوج إلى أن الدجاج غير ناضج كفاية، فاعترضت الزوجة أنه مكث على النار أكثر من المعتاد، وهو برأيها رائع جداً. اختلفا وكل يدافع عن رأيه، أسمعها كلمة قاسية، فردت بالمثل، تكهرب الجو، وتبادلا الشتائم، التي ما لبثت أن تحولت إلى تضارب بالأيدي. غضبت الزوجة واتصلت بأهلها، فحضر إخوتها متحفزين، فأسمعوا الزوج كلمات نابية، فاتصل بإخوته، فحضروا مسرعين، وتبادل الطرفان التهديد والوعيد الذي تطور إلى عراك، واستدعى كل فريق إمدادات أخرى، فتحول المكان إلى ساحة معركة التي سرعان ما امتدت إلى الشارع حتى شملت الحي كله !!
كشف الطابق
ذات اجتماع، خالف سيده على غير العادة، فسأله مستنكراً: أتجرؤ أن تخالفني؟
أجابه بتحد واضح: ولم لا أفعل، فأنا أدافع عن قناعاتي حتى النهاية!
- أتخالف صاحب الفضل عليك؟
- جئت بأصوات الناخبين!
- وهل تصدق هذه المهزلة التي صنعناها لأجلك؟
- مهزلة أم غير مهزلة، هذا لا يهم، فالنتيجة النهائية كانت لصالحي.
تبادل الحضور النظرات مستغربين فقد عقدت المفاجأة ألسنتهم، فقد كانت الحقيقة التي كُشفت فاضحة، نعم ... كانت قبل ذلك مجرد تكهنات وتخرصات، أما الآن فقد تأكد ما يتناقله الناس سراً وفي جلساتهم الخاصة. حذر رئيس الجلسة أن يبقى الخلاف وتفاصيل الحوار حبيس جدران القاعة. وفعلاً لم تمضٍ بضع ساعات حتى كان الخبر يملأ المدينة، بل وتناقلته بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية !!
مستحيل
كلما تقدموا بطلب إلى رئيسهم لشراء جهاز أو أدوات أو مستلزمات، يقول لهم: "مستحيل"! وكانوا يأخذون كلامه على محمل الجد، وأنه يقول ذلك لأنه الأدرى بمصلحة العمل وميزانية المؤسسة. ولكن كان هذا رده الوحيد على كل ما يطلبون، فضاق به الموظفون ذرعاً، وقرر بعضهم أن يواجهه ويتصدى له، ولما قدموا له طلباً جديداً لشراء جهاز معين، قال لهم: "مستحيل"! فصرخ به موظف جهم طويل القامة: ما هو المستحيل، الذي يقف في طريقنا على الدوام؟ أجاب الرئيس برعب: المستحيل هو أن لا أستجيب لما تطلبون !!
نشرت في صحيفة السبيل 5-10-2010
http://www.assabeel.net/assabeel-essayists/26677-%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D9%85%D9%87%D8%B4%D9%85%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%8B.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق